عاشراً من ثمرات الاخلاص المعجله : التحرر من العبوديه لغير الله عز وجل
بالعبودية لله عز وجل يتحرر الإنسان من أهواءه و نزواته و شهواته ، فالهوى شر وثن يُعبد من دون الله عز وجل ، كما قال الله عز وجل :
( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ) .
فالهوى قد يكون إلهً يسيطر على الإنسان ، فلا يسطر هذا المخلوق إلا عن هذا الهوى ، و لا يسعى إلا لتحقيق مرغوباته و مطلوباته ، و الإسلام يعتبر الخضوع للأهواء – لأهواء النفس – يعتبر ذلك من المحرمات و الآثام ، و يعد ذلك عبوديةً لغير الله عز وجل ، أما التسامي و الترفع عما تدعوا إليه النفس من المحرمات و إن كانت النفس مجبولةً على محبتها ، فإنّ هذا يعني في ميزان الإسلام يعني الحرية الحقيقية الكاملة ، و بذلك يكون الإنسان منطلقاً من إيسار الهوى ، و الذين يزعمون و يظنون أو يتوهمون أنّهم يستطيعون الانطلاق و التحليق و تحقيق الحريات بالانفلات من عبودية الله عز وجل ، الواقع أنّهم يفرون من عبودية الملك الديان إلى عبودية النفس و الهوى ، و إلى الشيطان ، و إلى عبودية المخلوقين .
هكذا يؤثر الإخلاص آثاراً معجلة يجدها صاحبها في الدنيا قبل الآخرة .
و أما الآثار الأخروية فهي كثيرة :
فمن هذه الآثار و هو أعظمها : دخول الجنة و النجاة من النار ، وتحصيل رضا الرب تبارك و تعالى ،
و قد جاء من حديث أبو هريرة كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال :
" تكفل الله لمن جاهد في سبيله ،لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله و تصديق كلماته ، بأن يُدخله الجنة ، أو يُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ أو غنيمة " .
و هو أيضاً مُخرّج في صحيح البخاري .
و أيضاً أخرج البخاري في صحيحه من حديث عِتبان بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه أنّه قال :
" غدا عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لن يُوافي عبدٌ يوم القيامة يقول لا الله إلا الله يبتغي بها وجه الله ، إلا حرم الله عليه النار " .
و هكذا أيضاً صحّ من حديث عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه أنّه قال :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إنّي لأعلم كلمة لا يقولها عبدٌ حقاً من قلبه إلا حُرم على النار ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : أنا أُحدثك ما هي ، هي كلمة الإخلاص التي أعز الله تبارك و تعالى بها محمداً صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، و هي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه و سلم عمه أبا طالب عند الموت - يعني أنّه راوده على هذه الكلمة من أجل أن يقولها - يقول : شهادة أن لا إله إلا الله " .