الساعة تأتي بغتة للأحياء وللأموات
إذن فالساعة تأتي بغتة للأحياء وللأموات.. فلا الميت يعلم موعد يوم القيامة.. ولا الحي يعلم موعد يوم القيامة.. ولا الجن يعلم موعد يوم القيامة.. ولا أقرب الملائكة المقربين إلي الله وهو جبريل عليه السلام يعلم موعد قيام الساعة فالله تبارك وتعالي احتفظ لنفسه بموعد قيام الساعة.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "بينما نحن جلوس مع رسول الله صلي الله عليه ذات يوم.. إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب.. شديد سواد الشعر لا يري عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد.. حتي جلس إلي النبي صلي الله عليه وسلم. فأسند ركبتيه إلي ركبتيه ووضع كفيه علي فخذيه.. وقال يامحمد أخبرني عن الإسلام... قال: "الإسلام أن تشهد أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال صدقت.. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فأخبرني عن الإيمان.. قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال صدقت.. قال فأخبرني عن الإحسان.. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال فأخبرني عن الساعة.. قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" قال فأخبرني عن أماراتها قال: "إن تلد الأمة ربتها.. وأن تري الحفاة العراة رعاة الشاه يتطاولون في البنيان" قال: ثم انطلق ملياً.. ثم قال ياعمر.. أتدري من السائل.. قلت الله ورسوله أعلم.. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" .
إن جبريل عليه السلام.. وهو أقرب الملائكة إلي الله سبحانه وتعالي.. والذي كان ينزل بالقرآن.. لا يعرف متي تقوم الساعة.
ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالي يقول في كتابه:
"يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة".
إذن الساعة ستفاجيء كل خلق الله أمواتا وأحياء.. فلا الميت يعرف متي تقوم الساعة ولا الحي يعرف متي تقوم الساعة ولا الملائكة يعرفون.. ولكنها كما قلنا تفاجيء الجميع وأول شيء بعد المفاجأة هو المشاهدة.. بأن نري الموقف العظيم قود بعث خلق الله جميعاً.