الجزاء من جنس العمل
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" قالوا: وقد دل الكتاب والسنة في أكثر من مائة موضع : على أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر، كما قال تعالى ( جَزَاءً وِفَاقًا ) أي: وفق أعمالهم، وهذا ثابت شرعا وقدرا " انتهى. "عون المعبود مع حاشية ابن القيم" (12 / 176) .
وقال رحمه الله تعالى:
" وقد فطر الله سبحانه عباده على أن حكم النظير حكم نظيره، وحكم الشيء حكم مثله، وعلى إنكار التفريق بين المتماثلين، وعلى إنكار الجمع بين المختلفين، والعقل والميزان الذي أنزله الله شرعا وقدرا يأبى ذلك.
ولذلك كان الجزاء مماثلا للعمل، من جنسه ، في الخير والشر، ( فمن ستر مسلما ستره الله، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )، ( ومن أقال نادما أقاله الله عثرته يوم القيامة )، و( من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته )، و ( من ضار مسلما ضار الله به ) ، ( ومن شاق شاق الله عليه ) ...
فهذا شرع الله وقدره، ووحيه وثوابه وعقابه، كله قائم بهذا الأصل، وهو إلحاق النظير بالنظير، واعتبار المثل بالمثل " انتهى، من "إعلام الموقعين" (2 / 330 - 333).