التسميع ينقسم إلى قسمين
و التسميع ينقسم إلى قسمين : تسميع الصادقين و تسميع الكاذبين ،
و كلاهما باطل و مُتوعدٌ صاحبه بالعقوبة و عمله مردود .
أما تسميع الصادقين : فهو أن يعمل العمل لوجه الله عز وجل ، لا يطلع عليه الناس ، ثم إذا أصبح بدأ يتحدث و بدأ يذكر الأعمال التي قام بها ، و أنّه صلى كذا ركعة في الليلة الماضية ، و أنّه بكى طويلاً عند الآية الفلانية ، و هو يريد بذلك منزلةً في قلوب الناس ، لا يقصد معنىً صحيحاً و إنّما يقصد معنىً باطلاً ، فهذا تسميع الصادقين ، عمل عملاً اخلص فيه لله عز وجل فأبطله و أفسده بحديثه عنه ، نسأل الله العافية .
القسم الثاني و هو تسميع الكاذبين : فهذا كلابس ثوب الزور ، متشبعٌ بما لم يُعطى ، و هذا أقبح من الأول ، جمع بين الرياء و جمع بين التسميع ، أو أنّه عمل أعمالاً سمّع بها و هو كاذب لم يعملها ، كالذي يُخبر عن نفسه أنّه قتل كذا و كذا من الأعداء ليحصل منزلةً في قلوب الخلق ، و أنّه يصلي كذا و كذا ، و أنّه يصوم كذا و كذا ، إلى آخره ... و هو غير صادق ، فهذا متشبعٌ بما لم يُعطى ، و مُسمّعٌ أيضاً بأكاذيب ، فهذا أسوأ من الأول .
و كذلك لو أنّه عمل أعمالاً أمام الناس يرائي بها ، و يريد بها غير وجه الله عز وجل ، و يُشرّك فيها بالنية تشريكٌ محرم ، و هو الذي ذكرت لكم الرياء ، فمثل هذا إذا راءى بعملٍ ظاهر أمام الناس ، ثم انصرف منهم و جلس مع آخرين لم يروه و لم يشاهدوه ، فجلس يتحدث أيضاً عن أعماله التي هو مراءٍ فيها بالأصل أمام من شاهدوه ، فجمع بين الرياء و جمع بين السمعة فنسأل الله العافية ، هذا حينما عمل العمل و شاهده الناس و هو يعمله كان من المرائين ، فهو كاذب بهذا العمل لا يريد به وجه الله عز وجل ، و هذا هو تسميع الكاذبين نسأل الله لنا و لكم العفو و العافية .